Saturday, July 29, 2006

 

Ya Husayn!





You'll always feel charmed and scared, at a time, when you look into those truly 'beautiful' eyes! I cannot forget my very first impression when I saw the portrait of the Imam Husayn Ibn Ali, the archetypal martyr, the genuine warrior, and the truly guided, pious, and kind-hearted Muslim.

Looking at his portraits with eager, regretfully to be found only in Shi'ite cities and towns, I discovered that I 'fell in love' with such a resolute look, an abysmal vision, a pride-filled nose, a determined smile, an old-time yet quite 'youthful' beard, and an insuperable manhood and a pervasive air of reverence.




تشعر دائماًُ بالافتنان والرهبة – في آن – حينما تنظر إلى هاتين العينين "الجميلتين" بحق! لا أنسى انطباعي الأول حينما شاهدت صورة مرسومة للإمام الحسين بن علي، أنموذج الشهداء الأول، المحارب الحق، والمسلم المهدي التقي طيب القلب.



وعندما نظرت إلى صوره المرسومة بشغف، والتي آسف أننا لا نجدها سوى في المدن والبلدات الشيعية، عرفت أنني "عشقت" في صورته نظرة إرادة وتصميم، ورؤية عمق سحيق، وأنفاً يشمخ بعزة وكرامة، وابتسامة بأس وعزيمة، ولحيةً وقرها طول الزمان وإن لم يفارقها شرخ "الشباب"، ورجولة لا تُضارَع، وهالة من الوقار والقداسة.


Friday, July 28, 2006

 

من أقوال الإمام علي



تَزُولُ الجِبَالُ وَلاَ تَزُلْ!
عَضَّ عَلَى نَاجِذِكَ
أَعِرِ اللهَ جُمجُمَتَكَ
تِدْ في الاَْرْضِ قَدَمَكَ
ارْمِ بِبَصَرِكَ أَقْصَى القَوْمِ
وَغُضَّ بَصَرَكَ
وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مِنْ عِنْدِ اللهِ سُبْحَانَهُ


(من كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب)

Thursday, July 27, 2006

 

قالوا عن بلزوني


زار هنري صولت مصر عام 1806 ورسم تخطيطات مبدئية لمدينة القاهرة، وبذل جهوداً كبيرة ليكون قنصلاً بمصر كي يتمكن من جمع أكبر كمية من الآثار لحساب أحد الأغنياء الإنجليز، ليحقق ثروة كبيرة، واستخدم في حيله تلك المغامر الإيطالي جيوفاني بلزوني الذي وصل إلى مصر عام 1815، بهدف بيع آلة رافعة لنقل المياه، لكن مشروعه أخفق فأنقذه الرحالة السويسري لويس بوركهارت وأوصى به صولت، وفي غضون ثلاث سنوات فتح منفذاً إلى أبي سمبل الذي اكتشف بوركهارت وجوده قبل ذلك بعدة سنين، وأزاح الرمال عند مدخل الهرم الأوسط وكشف مقبرة ستي الأول في وادي الملوك بطيبة، وكانت أساليبه في الحفر متهورة، وفي مرات عديدة حين احتاج النار للتدفئة أو طهي الطعام كان يشعل النار في المومياوات.



وهذا الكتاب يتضمن سرداً لما رآه بلزوني وعايشه في مصر خلال الفترة من 1815 وحتى 1819، وهو لا يقتصر على الاكتشافات الأثرية التي كانت ولعه الأشد، وإنما كذلك الناس وعاداتهم وتقاليدهم، ويعتقد بلزوني أن ما ميزه عن آلاف الرحالة الذين زاروا مصر هو هذه النقطة بالذات، فهو يرى أن أيًا من هؤلاء الرحالة لم تتح له دراسة تقاليد سكان البلاد كما أتيحت له، فقد تعامل مع الأتراك والعرب المصريين والنوبيين والبدو وقبائل العبابدة.



وكان دافعه لإصدار كتابه هذا، هو أنه حين عاد إلى أوروبا اكتشف كثيراً من الأخبار المغلوطة عن أعمال البحث والتنقيب التي قام بها في مصر، فكان عليه أن يصحح ذلك بنفسه.



وهو يسرد رحلته بتتابعها الزمني، كما جرت بادئًا برحلته إلى طيبة وزياراته لمعابد الكرنك وأبو سمبل ومقابر البر الغربي وفيلة وغيرها، ثم رحلته إلى الإسكندرية، ثم رحلته إلى البحر الأحمر ورحلته إلى واحة سيوة، وهو في كل هذا لا يتوقف عن سرد دقائق مهمة وكاشفة عن طباع الناس وعاداتهم، وإن كانت صفته كمغامر باحث عن الشهرة والثراء لا تغيب عن السرد في الكثير من الأحيان.



مجلة "وجهات نظر" - العدد رقم 90 - "إصدارات جديدة"



انظر أيضاً هذا الرابط باب "جديد لانج" بموقع "بص وطل" - كتابة الصحفي المتميز والصديق العزيز عمر مصطفي






Tuesday, July 18, 2006

 

حلول


(إلى السيد حسن نصر الله)

وكل العتمه ما تغوّل
ومسرى النصل ما يطوّل
وزند الموجه يتهدّل
ووشم الآهه يتردّد
يطلّ من الغبش إنسان
يشبّ الجمر في قلبه
يشفّ من العينين حلمه
يدقّ الباب على النايمين
ويرسم في المدى معراج
ينادي
دمّنا يصعد


شعر: أسامة فرحات

Sunday, July 16, 2006

 

نصر الله



(إلى سناء محيدلي، ووفاء إدريس، وسها بشارة)

لمّا قاد عود الريحان(1)
فجّر الغدر الجبان
ياللي عشقِك للشهاده
كان لنصر الله أدان
. . . . .
هفهفت نسمة جنوب
عمّرت كلّ القلوب
دمّ يروي الأرض طيب
عطّرت بيه الزمان
. . . . .
لمّا قاد عود الريحان
فجّر الغدر الجبان
ياللي عشقِك للشهاده
كان لنصر الله أدان
رجّع البيت اللي راح
شأشأ النور م الجراح
بالفدا نلقى البراح
لمّا يخنقنا الهوان
. . . . .
لمّا قاد عود الريحان
فجّر الغدر الجبان
ياللي عشقِك للشهاده
كان لنصر الله أدان
. . . . .
فّتح الورد بمعاد
البنات ويّا الولاد
ينزلوا بحر الجهاد
برّ الاسشهاد أمان
. . . . .
لمّا قاد عود الريحان
فجّر الغدر الجبان
ياللي عشقِك للشهاده
كان لنصر الله أدان
. . . . .
الفدا هو النشيد
كلنا شمعه تقيد
الكفن فوق كل إيد
والشهاده ع اللسان
. . . . .
لمّا قاد عود الريحان
فجّر الغدر الجبان
ياللي عشقِك للشهاده
كان لنصر الله أدان
. . . . .
يا هنا اللي النور معاه
همّ أوطانه دعاه
روحه بتسابق خطاه
دمّه جرّاه الحنان
لمّا قاد عود الريحان
فجّر الغدر الجبان
ياللي عشقِك للشهاده
كان لنصر الله أدان
. . . . .
بشرى للمستضعفين
الائمه الوارثين
ادخلوها آمنين
فتّح الشُهَدَا البيبان
. . . . .
لمّا قاد عود الريحان
فجّر الغدر الجبان
ياللي عشقِك للشهاده
كان لنصر الله أدان

إشارات:
(1)من أقوال الرسول (ص): "االولد ريحان"


بقلم الشاعر الكبير أسامة فرحات



Wednesday, July 12, 2006

 

What a Wonderful World

Some of you young folks been saying to me, 'Hey Pops, what you mean what a wonderful world? How about all them wars all over the place? You call them wonderful? And how about hunger and pollution? They ain't so wonderful either.' But how about listening to old Pops for a minute. It seems to me it ain't the world that's so bad, but what we're doing to it, and all I'm saying is see what a wonderful world it would be if only we'd give it a chance. Love, baby, love. That's the secret. Yeah. If lots more of us loved each other, we'd solve lots more problems. And man, this world would be a gasser.


Louis Armstrong (1901-1970)

I see trees of green, red roses too

I see them bloom for me and you

And I think to myself, what a wonderful world

I see skies of blue and clouds of white

The bright blessed day, the dark sacred night

And I think to myself, what a wonderful world

The colours of the rainbow, so pretty in the sky

Are also on the faces of people going by

I see friends shakin' hands, sayin' "How do you do?"

They're really saying "I love you"

I hear babies cryin', I watch them grow

They'll learn much more than I'll ever know

And I think to myself, what a wonderful world

Yes, I think to myself, what a wonderful world

Oh yeah


Sunday, July 02, 2006

 

... وجه أميركا الأسود... وجه أميركا الجميل


المختارات الشعرية المترجمة الى العربية مباشرة من لغتها الأم (الانكليزية) تبقي القارئ طوال الوقت «في رفقة اللحم والدم»، بعبارة لانغستون هيوز (1902 – 1967) الشاعر والروائي الأميركي الزنجي الذي أصدر عدداً من الكتب الشعرية والروائية، وأصدر بالاشتراك مع أرنا بونتام مختارات من شعر الزنوج. وقام بتحرير مختارات أخرى. وقد اعتمد المترجم أحمد شافعي على هذين الكتابين اعتماداً كلياً في إعداد هذه المختارات، وصدرت في إطار المشروع القومي للترجمة عن المجلس الأعلى للثقافة في مصر بعنوان: «وجه أميركا الأسود... وجه أميركا الجميل».


من الممكن التعامل مع قصائد هيوز باعتبارها نماذج مصفّاة للشعر الأفروأميركي، أي ذاك الشعر الذي يتمتع بحرارة خاصة وسمات رؤيوية وجسدية تميزه في مجمل الشعر الأميركي، لكون الذين كتبوه هم من الزنوج الأميركيين ذوي الأصول والجذور الافريقية من جهة، ولكونه ينطوي، على الأرجح على نبض إنساني ولوعة خاصة وحرارة وصراخ وابتهال للحرية، أكثر من مجمل الشعر الأميركي (الأبيض)... من حيث أن الجرح أسود والقهر أسود، والشعر أسود... إذن معبّر، خاص، حار وصارخ... ثم هو شعر حساس وعميق... فليس من باب المصادفة على سبيل المثال، أن حوالى نصف هؤلاء الشعراء نساء، يبدأون بفيليس ويتلي (1753 – 1785) الآتية من السنغال لتباع في بوسطن العام 1761 لخياط غني اسمه جون ويتلي، وينتهون بالشاعرة نانسي ترافيس (1967...)، التي لا تزال على قيد الحياة.


ومن العنوان يلاحظ انحياز لهذا الوجه الأسود في الشعر الأميركي، فهو وجه أميركا (الجميل)، وكأن ذلك يضمر أن وجه أميركا الأبيض هو وجهها القبيح... علماً بأن مجمل الشعر الأسود، يتمتع بنبض إنساني عالٍ، ويخلو من أية عرقية أو عنصرية... إنه فقط يئنّ ويتوجع، ولكنه لا يحرّض ولا تجرفه جذوره أو زهوره الى مكان آخر في اللون كمظهر عنصري، خارج أميركا. يقول هيوز: «سمعت غناء المسيسيبي/ حين ذهب أبراهام لنكولن الى نيو أورليانز وصارت روحي عميقة كالأنهار». ويقول: «ضربتُ الى أن ملأتني الندوب والكدمات، لكنني لا أبالي/ فما زلت هنا». «أنا الأخ الأسود/ أنا أيضاً أميركا». أما الحسرة (وليس العنصرية) فتنضح من قصيدة صغيرة بعنوان «حسرة أميركية»: «أنا الحسرة الأميركية/ الصخرة التي انكسر عليها، إصبع قدم الحرية/ أنا الخطيئة الكبرى/ التي اقترفتها منذ زمن بعيد/ مدينة جيمستاون».


والحال أن هذه القصائد المختارة للشعراء الأفارقة الأميركان، تستبطن أسئلة من نوع لماذا؟ هل هي محاولة للبحث عن هوية ووجود خاصين لجماعة وسمها لونها الأسود وأصلها الافريقي، بسمات خاصة من خلال عيشها المر والمعذب، المضطهد والمنقوص الإنسانية، هو المجتمع الأميركي... وانها سعت لتحفر وجهها وملامح هذا الوجه بالإزميل القاصي في الصخرة الأميركية (البيضاء)... وبالتالي هل هذه الأشعار هي بمثابة إزميل الحفّار في عملية التفرّد هذه؟


هل ثمة من صوت شعري أسود؟...


وهذا السؤال يستدعي بحثاً عن جذور وتاريخ أو سيرة سوداء صراعية للسود الوافدين الى العالم الجديد أو المحمولين إليه على قوارب التجارة بالعبيد، أو قوارب الاستغلال والعبودية في مزارع الأرض الجديدة أو العالم الجديد، ومن ثَمّ في مصانعه ومدنه... مثل نيويورك وبلتيمور وهارلم وسواها... في تجمعات سكنية يعزلون فيها كأنهم حيوانات أو كأنهم مرضى موبوءون، سواء في مزارع القنانة والعبودية في خدمة الأسياد البيض أو في أحياء قذرة وفقيرة في المدن الكبيرة... ويعاملون كأنهم «قذارة البشرية» أو كأنهم أغلاط الخليقة ونفاياتها.


ولعل معاناة السود في الولايات المتحدة الأميركية تعود الى البدايات التأسيسية لهذا العالم الجديد، فقد استقدموا بداية ومنذ مطلع القرن الثامن عشر، من البلدان الافريقية، ليعملوا في خدمة الانكليز البيض الأوائل، في مزارع فرجينيا، في زراعة وتصنيع التبغ خاصة، وفي مزارع الجنوب في شكل أخص، قبل أن يتفاقم عليهم الضغط والاضطهاد، ويلتحقوا بالشمال بسبب ضغوط الحرب الأهلية (بين الشمال والجنوب) والتحولات الاقتصادية الكبيرة (من التجارة الى الصناعة) وهجرة اليد العاملة بسبب أزمة 1929 الاقتصادية.


من يطّلع على مسيرة الزنوج ونضالاتهم في سبيل الحرية والمساواة، على الأرض الجديدة، منذ اقتلاعهم من جذورهم في افريقيا، حتى وصولهم الى أعلى المناصب السياسية والادارية والأكاديمية والفنية... في الولايات المتحدة الأميركية، يقع على ملحمة بشرية فريدة ورائعة، تمّ تسجيل فصولها في أعمال روائية وشعرية ومسرحية كثيرة، كما في قصائد حساسة ومؤثرة، ونقلت فصول من هذه الملحمة الى السينما، والى التلفزيون... مثل المسلسل التلفزيوني المعروف «الجذور» عن ملحمة النزوح من الأرض الأم أرض الجذور»أفريقيا» الى الأرض الجديدة.


ولم يتم وصول الزنوج في أميركا الى حقهم في الحرية والمساواة، ولم يحوزوا على حقوقهم المدنية من دون معاناة وصراع طويل، لا تزال آثار منه شاهدة حتى اليوم... إن التفرقة العنصرية والعبودية الكاملة للسود في الجنوب الأميركي مثلاً، كانت تفرقة مشرّعة تحرسها السلطات الحاكمة، وترسخها المحاكم. وثمة سجل أسود للمحاكم في هذه المسألة، إنها أصدرت أحكاماً قضائية تكرّس تقييد حقوق السود وتعزل مدارسهم ومحاكمهم عن مدارس ومحاكم البيض...


قرار المحكمة العليا في قضايا الحقوق المدنية العام 1883 – The civil rights cases – وتمّ قتل آلاف السود على يد البيض وحرق الكثير منهم من دون محاكمة، من دون أن يرفّ جفن لمحاكم الجنوب... ولا تبعد أحكام مبكّرة للمحكمة العليا في الشمال، عن مثل هذه المواقف، على رغم ان معاناة السود في الشمال أقل حدة نظراً للحاجة الاقتصادية اليهم. ان الاضطهاد والقهر المتواصلين على السود أديا الى تشكيل تكتلات سياسية وفنية لهم، تطالب بحقوقهم الانسانية في الحرية والمساواة في مجتمع قاس وقاهر.


لقد قاموا بإصدار مجلات وصحف خاصة بهم، وقام الملحنون والعازفون بدمج الموسيقى الغربية بالأشكال والايقاعات الموسيقية الأفريقية، مما أدى الى ظهور موسيقى الجاز على سبيل المثال. وتشكل ما يمكن أن نسميه «الوعي الأسود» في عشرينات القرن العشرين. وتتابع تفتح هذا الوعي بعد الحرب العالمية الثانية، وتمّ التركيز على المساواة في التعليم، والحقوق المدنية وألغيت قوانين التفرقة في المقاهي والمطاعم والأوتوبيسات... وبدأ ذلك في مونتغمري بألاباما في شهر كانون الأول (ديسمبر) العام 1955 عندما رفضت سيدة سوداء تدعى روزا باركس Rosa Parks أن تتنازل عن الكرسي الذي كانت تجلس عليه في أحد الأوتوبيسات لرجل أبيض ما أدى الى اعتقالها، فقام مارتن لوثر كينغ بتزعم السود المقيمين في المدينة وقاطعوا الأوتوبيسات لما يزيد على سنة بأكملها، الى أن قضت محكمة دستورية فيديرالية بعدم صحة قوانين التفرقة في الأوتوبيسات في ألاباما...


صحيح أنه تمّ اغتيال مارتن لوثر كينغ العام 1968 في مدينة ممفيس في ولاية تينيسي، إلا أن كرة الثلج السوداء أخذت تتضخم وتتدحرج، وأنتجت زعامات لتكتلات طلابية تزعمها ستوكلي كارمايكل واعتنق بعض الزعماء الإسلام مثل مالكولم إكس... وبدأت الكتلة السوداء تفرض حضورها وحقوقها في المجتمع الأميركي...


وقد رافق الوصول الى نقاط ومناطق في التحرر قصائد وروايات وأشكال اخرى تعبيرية أهمها الرقص، كما تم تأليف حركات فنية وسياسية، أبرزها حركة نهضة هارلم وهي من أهم الحركات التي مرّ بها الشعر الأفروأميركي في القرن العشرين.


وتمّ تأسيس مجلات أدبية مثل مجلة أوبرتيونيتي (الفرصة) لنشر الأعمال الشعرية والنثرية لرواد نهضة هارلم أمثال لانغستون هيوز وكاونتي كالين وكلود ماكاي (1890 – 1948) وبدأت دور النشر في نيويورك بالبحث عن الأصوات السوداء الجديدة ونشر قصائدهم ورواياتهم وقصصهم القصيرة.


يلاحظ أن الشعر الأسود أو الأدب الأسود في بداياته اصطبغ بصبغة دينية مسيحية واضحة. لقد فرّت الشاعرة فيليس ويتلي من الوثنية الأفريقية الى المسيحية (الأميركية) تقول في قصيدة بعنوان «عن إحضاري من أفريقيا الى أميركا»: «برحمة من الله/ جيء بي من أرضي الوثنية/ وتعلّمت روحي الجاهلة أن هنالك رباً ومخلّصاً...».


ثمة قدر قاس أخرج الشاعرة من أفريقيا... تشير اليه في قصائدها، إلا أنها تفرح بقدرها الجديد الذي رسمه الرب لها. هذا ما يراه جيمس ولدون جونسون أيضاً (1871 – 1938) في روايته الشعرية لعملية الخلق،،، فالمسحة الدينية المسيحية للخلاص، ترفّ بأجنحتها اللطيفة على قصائد كثيرة سوداء...


ثمة أيضاً نكهة طيبة ومرّة معاً للحرية، كقضية، كعمق، في أشعار الشعراء السود. يقول بول لورنس دنبار (1872 – 1906) في قصيدة بعنوان «تعاطف» المقطع المعبّر التالي: «أعرف ما يحسّ به الطائر في القفص/ لحظة تلمع الشمس على المنحدرات العالية/... أعرف لمَ يخفق الطائر في القفص/ الى ان يرى دمه الأحمر فوق القضبان القاسية».


لكن، ثمة أيضاً عناية خاصة بالحياة... بالجمال الأسود، بالمتعة. ليست أشعار الشعراء السود لوحات سوداوية ومعتمة وهي لا تكتفي بالحقد أو الشكوى أو الصراخ... ولكنها صرخات رائعة بمناداة الحياة والحب والمساواة... يظهر ذلك أكثر ما يظهر في شعر الشاعرات السوداوات (وما أكثرهن في المجموعة)... فالألم الأسمر لم يورق دموعاً ودماء وشكاوى فحسب، بل أورق وروداً ايضاً... ومكامن للجمال واللذة...


تقول ناعومي مادجت (1923 – ): «أيرضيك أن أخيط دموعي لآلئ لك لترتديها؟ ... لأتعقبنَّك عبر السنين/ ... لأتعقبنَّك عبر السماوات/ ... لأجدنّك لا تخف»...


وتكتب ماري إيفانز (1923 - ): «دلّلني وداعبني...».


أما سونيا سانشيز (1935 - ) (التي اعتنقت الإسلام) فتكتب قصائد جميلة في الجسد داعية للمتعة حتى آخر رمق: «هايكو: ... أريد أن أجعلك تقهقه/ وأنا أداعبك حتى الصباح». ومثلها غلوريا ويد جيلز (1938 - ) فقصائدها في الحب مختزلة، نفّاذة، حميمة: «في الليلة الفائتة/ مارسنا الحب كأن الآلهة/ أعلمتنا نحن فقط/ أن السماء ستسقط ونحن نائمان...».


وإيفريت هوغلاند يمتدح الجمال الأسود فيقول: «لا يهمني أن تكون شلالات نياغرا هي التي تهدر في شهوتك/ أو شلالات فيكتوريا/ أنتِ معاني الليل وتأويلاته/ هناك طاقة سوداء في ممارستك للحب/ نحن أسودان/ وأنت جميلة...».


وآخر ما تمكن ملاحظته في هذه المختارات من الشعر الأفروأميركي، هو أنه شعر الطاقة الإبداعية للشعراء السود في أميركا، في ما هم شعراء (وبشر) مقتلعون من جذورهم في أفريقيا، يعانون (لفترة طويلة من الزمن) معاناة النفي والغربة لا في الأرض الجديدة البيضاء وحدها، بل داخل جلودهم السوداء أيضاً... لذلك جاءت أشعارهم تحمل نوستالجيا حميمة وشفافة، كما تحمل طاقة كبيرة على الحب والتمتع بالحياة، واللهجة الاتهامية أو الشاكية بمرارة لأشعارهم، لم تدفعهم الى المناداة بالتفرّد اللوني وإقامة غيتو في الجلد الأسود في مواجهة غيتو الجلد الأبيض... بل كانوا يرددون مع هيوز «أنا أيضاً أميركا».


This page is powered by Blogger. Isn't yours?