Thursday, February 17, 2005
العملاق ذو العينين الزرقاوين
كان ثمة عملاق ذو عينين زرقاوين
يحب امرأة صغيرة البنية.
هي، كانت تحلم ببيت صغير
يحوطه بستان
تزهر فيه زهرة العسل المتلاشية.
وكان العملاق يحب مثلما يحب العمالقة،
كانت يداه الكبيرتان
لا تصلحان الا للأعمال الضخمة
ولم يكن قادرا بالتأكيد
على بناء منزل صغير الى هذا الحد
ولا ان يطلب استضافته
تحت سقف واطىء كهذا
تزهر عليه زهرة العسل المتلاشية.
وكان عملاقاً ذا عينين زرقاوين
يحب امرأة صغيرة البنية.
وضاقت المرأة القصيرة القامة،
التي كانت تحلم بحياة هادئة
ذرعاً بمرافقة العملاق
على دروبه الوعرة،
فودّعته ذات يوم
كي تعبر بين ذراعي قزم فاحش الثراء
عتبة البيت الصغير
الذي يحوطه بستان
تزهر فيه زهرة العسل المتلاشية.
وفهم العملاق ذو العينين الزرقاوين،
لكن بعد فوات الاوان،
ان البيت الصغير الذي يحوطه بستان
لم يكن ليصلح حتى كمقبرة
لحبه الكبير الكبير هذا.
ناظم حكمت
ترجمة: جـمـانـة سلّوم حـداد - ملحق النهار - 10 شباط 2001
لا حظ لي
سقط الحب في مستنقع الوهم
وانتبذتُ في العراء
مكانا شرقيا
لا مخاض...
فلتهنأ يا هيرود بنشوة الرقص
ولتهنئي يا سالومي برأسي
المقطوعة بسيف حبك
على المائدة
أسمع رنات ضحكاتك كالجُرْم
السماوي أو الأرضي
ودقات قلبي المحزون
لا يسمعها سوى
الليل
ونجمٌ
خافت الضوء
سيزيف يصعد الصخرة باليدين
المتربتين
المتعبتين
شوقا إلى إشراق عينيك
فلتهبط الصخرة مرة أخرى
وليُطْلَقِ السهم الصغير
بلا هوادة
إلى الكعب
قلت
فليكن الحب في القلب
قلت
فليكن الحب في القلب
ولكنه
لم
يكن.
مايو 2004
أغنية البجعة الأخيرة بجوار البحيرة
- الهواء البارد يلفح ريشك الأبيض
وقطرات الندى المثَلَّجَة
تنزلق ببطء شديد...
على الأرض
أمام عينيك الوادعتين
وقطرة ندى غالية
تعرف طريقها
الحار
على الخدين.
الشمس تَأْتَنِسُ بسترٍِ من ضباب
تحكم إغلاق السترة
على شعاع الضياء،
وضفاف البحيرة وما حولها من
يباب،
وأظفار النهار المُقَلَّمة
والشجرة المترهلة البدينة
وقفت على رؤوسها الطير
لتصدح البجعة البيضاء
بالغناء.
غني.. غني..
أسمعينا صوت شَجْوِك
أمتعينا بحلو نَوْحِك
أطربينا بعذب لحنك
غني لنا .. غني لنا..
غني غني لتبقي معنا
2. القلب في عمر الطيور
يكسوها الزَّغَب
والروح سلحفاة
صدئة الإهاب ..
يقتلها السَّغَب
سأغني ... سأغني
فالحب أغنية
إذا غنيتها
قتلتك
وإذا لم تغني
ذبحتك
أسياف السكوت
صوت شَجْوِي
يشنف الآذان الطروب
حُلوُ نَوْحِي
تسكر منه القلوب
عَذبُ لحني
يمتع جميع الحاضرين
"الحق أقول لكم،
طوبى لمن رفع عقيرته
وغنى
طوبى لمن قال لربة الريح
لا
وصدح بالصوت العذب
أغنيته الأخيرة".
الحق أقول لكم
سأغني
سأغني أغنيتي الأخيرة
التي لن تسمعوها
لن تسمعوها
بجوار البحيرة.