Monday, August 22, 2005
كيف يرى الأمريكان مستقبلنا؟
ملحوظة: عنوان الكتاب الأصلي "الشرق الأوسط عام 2015: أثر التوجهات الإقليمية على التخطيط الاستراتيجي الأمريكي"
إذا كان المثل الشعبي لدينا يقول "الجواب بيبان من عنوانه"، فبإمكاننا سحب هذا الكلام على الكتاب لنقول إن "الكتاب بيبان من عنوانه" أيضاً. عنوان الكتاب "الشرق الأوسط عام 2015" مع عنوان فرعي "أثر التوجهات الإقليمية على التخطيط الاسترايجي الأمريكي". تعمل محررة الكتاب د. جوديث إس. يافي الآن كأستاذة باحثة ومديرة لمشروع الشرق الأوسط في معهد الدراسات الاستراتيجية الأمريكية بجامعة الدفاع القومي الأمريكي، كما عملت أيضاً كمحللة سياسية بمكتب الشرق الأدنى وجنوب آسيا التابع لوكالة الاستخبارات الأمريكية (سي. آي. إيه). الاستنتاج الأول الذي لابد أن ينصرف الذهن إليه هو أن موضوع الكتاب ينتمي إلى التخصص الدقيق لمحررة الكتاب. هذا أمر له دلالات متعددة أبسطها – أو لعله أوضحها – الإيهام بأن ما يذكره هذا الكتاب هو "الحقيقة" ليتحول بذلك من مجرد كتاب في المستقبليات أو تنبؤات يصيب أصحابها حيناً ويخطئون أحياناً إلى "كتاب حقائق" Factbook يتناول ما سيكون عليه الشرق الأوسط بعد حوالي عقد أو أكثر من الزمان!
نُشِرَ هذا الكتاب ضمن أدبيات "الحرب على الإرهاب"، تلك الحرب التي دشنتها الولايات المتحدة في أعقاب الهجمات الإرهابية التي استهدفت برجي التجارة العالمي بنيويورك ومبنى وزارة الدفاع (البنتاجون) وراح ضحيتها أكثر من ثلاثة آلاف شخص لتشير أصابع الاتهام (الأمريكية) إلى تنظيم القاعدة بزعامة المنشق السعودي بن لادن. وإذا كانت إدارة بوش الابن قد جعلت من "الحرب على الإرهاب" – كما يطلق عليها – من أهم أهدافهما الاستراتيجية بل وفي أعلى القائمة في أجندة السياسة الخارجية، فمن البديهي أن يتساءل مجلس الاستخبارات القومي التابع للسي. آي. إيه عن مستقبل الشرق الأوسط خاصة أن منفذي هجمات سبتمبر الإرهابية التسعة عشر ينتمون – جميعاً – إلى هذا الشرق الأوسط.
طرح السؤال كالتالي: ماذا سيكون حال الشرق الأوسط بعد حوالي عشر سنوات؟ وجاءت الإجابة مكونة من اثنا عشر فصلاً – أو بالأحرى ورقة بحثية – تتناول الجزائر والمغرب ومصر وإسرائيل وفلسطين وإيران والعراق ودول الخليج بالإضافة إلى فصلين عن السيطرة على انتشار الأسلحة في الشرق الأوسط والعلاقات التركية الإسرائيلية.
تقول جوديث يافي إن العمل بدأ في هذا الكتاب عام 1999 أي قبل أحداث سبتمبر بعامين، ورغم ذلك لم يتعرض أي من المؤلفين إلى الشرق الأوسط كمَصدر أو مُصدِّر للإرهاب إلى أمريكا/العالم. كما يعتبر الفصل الثامن المخصص لبحث مستقبل العراق دليلاً آخر يهدم أسطورة "كتاب الحقائق" التي لا تكاد تبرح نبرتها شديدة الثقة بنفسها فقرة واحدة من الكتاب كله؛ فعنوان الفصل/الورقة البحثية "العراق: هل هناك صدام آخر في الأفق؟" مراوغ حيث يتوقع القارئ أن تفرد مساحة أكبر لما يتوقع أن يحدث في العراق في المستقبل وفقاً لرأي "عديد داويشة" و"جوديث يافي" مؤلفي الفصل. يركز الفصل بدلاً من ذلك على العراق عام 2000 (سنة تأليف الورقة البحثية) متناولاً بالتحليل أموراً اكتظت بها الكتب والدوريات مثل الظروف التي أحاطت بسيطرة صدام حسين على السلطة في العراق في السبعينات وخلفية عن حزب البعث العراقي وطبيعة التكوين الديموغرافي للعراق، الخ. رأى داويشة ويافي أن صدام سيظل في السلطة حتى عام 2015 أو ستنتقل السلطة إلى ابنه قصي. هذا الطرح أضعف نقطة – بطبيعة الحال – في كتاب يتحدث عن المستقبل السياسي لدولة من دول الشرق الأوسط بعد أن اغتصبت الولايات المتحدة نفسها مقاليد السلطة من يد حاكمها وقتلت قواتها أو قوات حلفائها ابنيه!
في دراسة المستقبليات لابد من البدء من المعلوم (الحاضر/الماضي) للتنبؤ بالمجهول (المستقبل). ولهذه الحركة الاستدلالية العقلية عند الانتقال من المعلوم إلى المجهول إلى جانب مميزاتها التقليدية مساويء منهجية. فالافتقار إلى المنهج الإمبريقي والجنوح – أحياناً – إلى المنطق الاستدلالي الصوري يؤدي إلى "الإيهام" بأن ما نقرؤه ونستوعبه هو الحقيقة، والسبب في ذلك عدم دقة أو خطأ المقدمات المطروحة (ما يطرح على أنه الحقائق فيما يتعلق بالسياسة والاقتصاد والاجتماع في الشرق الأوسط سواء في الحاضر أو الماضي القريب) لأسباب لا ترجع إلا لقصور في مصادر المعلومات والبيانات أو لسيطرة الأيديولوجية والتحيز على المؤلف.
تبدأ يافي مقدمة الكتاب بالحديث عن نظرة الأمريكيين "المقولبة" (الراهنة) الى الشرق الأوسط شعوباً وحكومات التي تختزل هذا الفضاء الجيوسياسي إلى دول صغيرة غنية بالثروات (النفط غالباً) وفقيرة في الموارد البشرية، ودول كبيرة غنية بالموارد البشرية وفقيرة في الموارد الطبيعية. الحاكم في هذه الدول رجل تقليدي "ينتخب" بالإجماع من أسرته أو قبيلته أو حزبه. يعاني هذا الشرق الأوسط من تضخم سكاني خاصة في ظل تزايد أعداد الأطفال والشباب مقابل كبار السن. النساء لا زلن يعانين من عدم وصولهن إلى التعليم العالي. التعليم بشكل عام ديني اختزل أيضاً في "كتاتيب" تحفيظ القرآن الكريم مما أدى لإهمال المهارات العملية اللازمة لدخول السوق العالمية.
لهذه المقدمة دلالتها أيضاً إحداها الإلحاح على فكرة الثبات وغياب أية آفاق لتغير ملموس (إلى الأفضل) في المستقبل القريب. تقول يافي: "ظل الشرق الأوسط مستقراً إذا استثنينا قيام الثورة الإسلامية عام 1979 في إيران والانقلاب العسكري في السودان عام 1989". تقودنا هذه الأطروحة إلى نتيجتين قد تبدوان متناقضتين للوهلة الأولى وهما أن الشرق الأوسط أرض خصبة للتغير وأنه يميل رغم ذلك إلى "انعدام الحركة". لكن هذا التناقض سرعان ما يزول عندما نعرف أن التخطيط الاستراتيجي يهدف – وإن لم يصرح بذلك – إلى "انعدام حركة" التغيير في الشرق الأوسط إذا كان هذا الثبات خادماً للمصالح الأمريكية، في حين يسعى إلى مقاومة "التغيير" إذا تعارض هذا التغير مع تلك المصالح. والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصى آخرها تجهيز حرب كاملة على العراق "لتغيير" النظام الحاكم وإزاحة صدام عن كرسي السلطة لأن وجوده لا يخدم المصالح الأمريكية بالمنطقة بقدر ما يضرها.
الهدف الأساسي للكتاب تحديد عوامل القوة والضعف في التوجهات الإقليمية بالشرق الأوسط على المدى المتوسط والبعيد. لتحقيق هذا الهدف، طرحت أربعة أسئلة أساسية ليجيب عنها مؤلفو الفصول الاثنى عشر، وهي: (1) ما التغيرات السياسية المحتمل وقوعها، وكيف يمكنها أن تؤثر على المصالح الأمريكية؟ (2) ما التغيرات الاقتصادية المحتمل وقوعها، وكيف يمكنها أن تؤثر على المصالح الأمريكية؟ (3) كيف ستُستَعرض القضايا المهمة بالنسبة للولايات المتحدة؟ (4) ما الأمور التي يمكنها أن تغير من الافتراضات الاستراتيجية الأمريكية؟ هذا إلى جانب معالجة عدد من العوامل المهمة بالنسبة لأي استراتيجية أمريكية في المنطقة مثل تغير الحكومات السياسية وانتشار أسلحة الدمار الشامل والجهاد الإسلامي والتغيرات السكانية.
حصرت يافي التوجهات الإقليمية في الشرق الأوسط (الراهن) والتي يتعين على التخطيط الاستراتيجي الأمريكي وضعها في الحسبان في المستقبل فيما يلي:
1. توجهات سياسية قارنت بين "تفاؤل" أمريكي و"قدرية" شرق أوسطية. وبينما يرى إبراهيم كروان أن الخطر (على المصالح الأمريكية) لا يكمن في الصحوة الإسلامية أو العروبية، وإنما في رؤية العرب – خاصة الشباب منهم – للعولمة "كمؤامرة أمريكية إسرائيلية لتهميشهم"، ترى محررة الكتاب أن الخطر يكمن في "القوة التفجيرية" لأعداد متزايدة من الشباب من أنصاف المتعلمين والعاطلين في المدن العربية. (لاحظ الإلحاح على هذا الطرح من جانب تيار المحافظين الجدد في أمريكا مثل صامويل هانتجتون).
2. توجهات اقتصادية وتتميز بالتشاؤم واستعصائها على التحليل والتنبؤ الدقيق. فالشرق الأوسط يعاني بوجه عام من الكساد الاقتصادي وتقف أمام حكام هذا الشرق – أياً كانوا – تحديات اقتصادية كتوفير الغذاء والماء ورفع مستوى المعيشة والحد من التدهور البيئي وتوفير فرص العمل ومواجهة الأزمة السكانية وجذب الاستثمارات.
3. أزمة الغذاء وهي مشكلة تتعاظم في ظل ضعف الاكتفاء الذاتي في إنتاج الغذاء، وتتصل هذه المشكلة بالدمار البيئي وغيره من مشكلات مثل التصحر وتآكل التربة.
4. التطرف الديني الذي ينمو ويزدهر في ظل القهر السياسي والكساد الاقتصادي. ثمَّة تمييز بين الجماعات الإسلامية التي ترغب في تحكيم الشريعة الإسلامية وتلك الجماعات الأكثر تشدداً والتي لا ترى حلاً سوى "الجهاد". ورغم تفاوت نهج الحكومات العربية في التعامل مع هذه الجماعات، إلا أنها تتفق في عدد من الاستراتيجيات مثل التعايش والقمع والسيطرة. لم يفت د. جوديث يافي الحديث عن ظاهرة "التطرف اليهودي" في إسرائيل إلا أنها ترى أن الأصوليين والعلمانيين اليهود يتفقون في أهمية الدفاع عن "الحقوق" اليهودية في الأرض مع اختلاف استراتيجيات الدفاع بطبيعة الحال.
يقسم الكتاب بلدان الشرق الأوسط التي اختار تناولها إلى ثلاثة أقسام على أساس جغرافي هي: بلاد "المغرب" وهي الجزائر والمغرب ومصر (لاحظ أن إدراج مصر ضمن بلاد "المغرب" بدلاً من "المشرق" إهدار للبعد التاريخي والجغرافي والدور السياسي الذي تريد ولابد لمصر أن تلعبه في الصراع العربي الإسرائيلي)، وبلاد "المشرق" وهي إسرائيل وفلسطين وإيران والعراق، ودول "الخليج" العربي.
بالنسبة لما يتوقع حدوثه في بلاد "المغرب" فإن محررة الكتاب ترى أن مصر هي الدولة الأكثر تماسكاً وبعثاً على التفاؤل. تظهر قوة الجيش بالتعاون مع رجال الأعمال لتحدد أية سلطة سياسية في المستقبل. وفقاً للمبدأ الاستدلالي وليس الاستقرائي يُتوقع أن ينهمك الجيل المقبل عام 2015 في مشكلاته ومصلحته الذاتية ليبتعد عن اهتمامه بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وفي ظل سعي القيادة السياسية المستقبلية للريادة الإقليمية، فإن الولايات المتحدة ستنظر إلى العلاقات الأمريكية المصرية باعتبارها علاقات تكتيكية وليست استراتيجية. المثير في هذا المقام إلحاح التخطيط الاستراتيجي الأمريكي على أن مستقبل مصر لن يعتبر مستقبلاً "واعداً" إلا في ظل المزيد من الاستقرار السياسي والخصخصة وفتح الباب أمام الاستثمارات الأجنبية.
الانفجار السكاني المتوقع في الجزائر سيجعل خلق المزيد من الوظائف للشباب الهم الأول والأخير للحكومة الجزائرية عام 2015. من المتوقع – في ظل هذه الظروف – أن يزيد العنف والمطالبة بالإصلاح السياسي. لذا، يحتمل أن تبتعد الجزائر عن الصراع العربي الإسرائيلي لتتجه نحو الغرب والشمال. أما بالنسبة للمغرب، فرغم الآمال المعقودة على الملك محمد السادس للقيام بالإصلاحات السياسية والاقتصادية، لم يبد حتى الآن أي تقدم ملموس في تغيير ما كان عليه الوضع في عهد أبيه.
رغم نبرة التشاؤم التي تطفو على السطح هنا وهناك، يرى الكتاب أن القضية الفلسطينية ستكون في طريقها إلى حل بما لا يجعل الصراع العربي الإسرائيلي عاملاً محورياً في التوجهات الإقليمية وبالتالي في التخطيط الاستراتيجي الأمريكي. يأتي هذا الطرح من خلال توقع ميل الشباب الإسرائيلي (خاصة المهاجرين الروس) إلى تحقيق المكاسب الاقتصادية والاجتماعية بدلاً من الصراع على الأرض. إلا أن جهود السلام التي يؤيدها الفلسطينيون المعتدلون واليهود الليبراليون يمكن أن تتحطم على صخرة التطرف من كلا الجانبين.
بالنسبة لدول الخليج، فإنها ستظل تعتمد اقتصادياً على موارد النفط والغاز الطبيعي. من الطبيعي أن يرسم الشباب الخليجي – وفقاً لرؤية الكتاب – نظرته للمستقبل من خلال الاستفادة من عوائد النفط. يسيطر على الدول الخليجية اتجاه نحو زيادة عدد السكان مما سيؤدي عام 2015 إلى زيادة معدل البطالة وعدم التمتع بمستوى الرفاه الاجتماعي الذي تمتع به جيل الآباء. من جانب آخر، يؤدي غياب "البعد التاريخي" – أي جهل الخليجيين بفترة ما قبل ظهور النفط وجهل الشباب العراقي بمرحلة ما قبل صدام وجهل الشباب الإيراني بما قبل الثورة الإسلامية – إلى ضعف الرؤية السياسية وزيادة الشعور بالاحباط.
التغير ليس حتمياً في إيران 2015. ولن يشكل التوجه المعتدل في السياسة الخارجية والدفاعية الإيرانية أي تهديد إذا استمر في المستقبل على المصالح الأمريكية في المنطقة. الوضع الأمثل للعلاقات الأمريكية الإيرانية هو التعاون البناء خاصة في ظل سيطرة الإصلاحيين على مقاليد السلطة في العقد القادم إلى جانب زيادة التعاون السياسي مع أوروبا. أما في الفصل المخصص لمناقشة العلاقات التركية الإسرائيلية، يرى ألان ماكوفسكي أنه رغم وصف تلك العلاقات بأنها "استراتيجية" أكثر من وصفها "بالتحالف" فإنه يتوقع أنها لو تجاوزت نقاط الخلاف الاستراتيجية خاصة قضية الأكراد وتقسيم العراق والعلاقات مع إيران، فسوف تعتبر نموذجاً يحتذى به لباقي دول الشرق الأوسط في ظل سلام وتطبيع شامل مع إسرائيل.
إلى جانب تعبيره عن توقعات كتّاب وباحثين لهم وزنهم، فإن هذا الكتاب لا يجب قراءته على أنه مصدر للمعلومات – سواء عن الوضع الراهن أو المتوقع في الشرق الأوسط – أكثر من قراءته ككاشف عن العقل الأمريكي في ثوبه الليبرالي المحافظ الجديد!
شخصيا اتمنى ان تبرز في البلدان العربية تيارات اصلاحية سلمية تدفع باتجاه الديمقراطية وحقوق الانسان والتنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية بعيدا عن حسابات الدول الكبرى التي نعرف ان لها خططها واستراتيجياتها التي قد لا تتوافق دائما او بالضرورة مع ما يتطلع اليه المواطن العربي
تحياتي لك
بروم باشا: ياحبذا لو عرفت أن تصل للكتاب نفسه وتقرأه كاملاً وسوف تكتشف "بلاوي" عن هذه الاستراتيجية الأمريكية، طبعاً الموضوع أكبر وأعقد بكثير مما كتبت أنا. هناك تحليل لاستراتيجيات السلطة العربية في التعامل مع عوامل التغيير (المعارضة) التي تتراوح ما بين "القمع" المباشر (التصفية الجسدية، الاختطاف، والسجن والتعذيب، الخ) و"التهميش" (سواء الاعلامي او النفي داخل أو خارج البلاد) أو "الاحتواء" (احتضان السلطة لبعض عناصر المعارضة أو شراءهم بالأموال والمناصب الخ) طبعاً الكتاب يتحدث بالأخص عن المعارضة ذات الطابع "الإسلامي".
مودتي لك
لكن على الرغم من افتقارهم إلى الدقة ولجوءهم إلى التعميم وهو ما يميز النظرة الأمريكية للعرب والآخر عموما ...لكن أحب بس ألفت النظر ان احنا كمان بنبص للخلايجة على ان تاريخهم بيبدأ من النفط وينتهى عنده
الشرق الأوسط بالفعل تربة خصبة للتغيير ..أقدر أقول إنه يملك تلك الطاقة لأنه على مدى عقود لم يذق هذا التغيير ..لكن ما يعيبه من وجهة نظرى ..ليس انعدام الحركة وانما بطء الحركة ...وسياسات اللف والدوران اللى دايما بتخيل عليه ..
المشكلة إن حكومات الشرق الأوسط عندها خبرة القمع ..لكن الشعوب ما عندهاش خبرة الثورة على القمع ...لأن ثوراتها أو صحواتها دايما على فترات بعيدة وتبدو كلحظة فى عمر طويل ملىء بالقهر والانقياد
...سيد مكاوى بيسلم عليك ..أصلى قاعد بسمعه دلوقتى ...يا مسهرنى
بالنسبة للتغيير، الأمريكان مع التغيير السياسي والاقتصادي الذي يهدم مصالحهم "التجارية" العملاقة في ظل مشروع "إمبراطوري" ضخم يبنيه صقور الليبرالية الجديدة. ما يريدون هو التطبيع مع إسرائيل وإحلال السلام حتى تتمكن الشركات متعددة الجنسيات من "الاستيطان" (ربما بكل معاني الكلمة) في الشرق الأوسط من أجل الاستفادة من الأيدي العاملة الرخيصة والأسواق الاستهلاكية الكبيرة، وكل ما يخدم تحقيق هذه "المصالح" من "إصلاح" سياسي واقتصادي بل واجتماعي (مثل تجديد الخطاب الديني) سوف يعملون على
دعمه تماماً.
ترى ما الذي في جعبة المخططين "الاستراتيجيين" العرب بالنسبة للشرق الأوسط بعد 10 أو 15 سنة؟
الموضوع مهم جدا بالنسبة لاى حد عاوز يعرف مستقبله عامل ازاى طبعا معرفة الغيب بيد الله بس الواحد لازم على الاقل يفكر او يخطط لمستقبله
انما احنا الحمد لله وللان بنخطط للسنة اللى فاتت ونتكلم دايما على الماضى والتاريخ ( أسود ومنيل ) واخر الخطط بتاعتنا نمد مسورة مجارى او شئ من هذا القبيل
المهم بالنسبة لموضوع لكتاب دا واضح انه رؤية امريكية بحتة لمستقبلها طبعا ومعاها اسرائيل فى الشرق الاوسط
محتوياته واضح انها مضللة نوعا ما
فكرتهم عن العرب لا ادرى اهى كذلك حقا ام يختلقونها لخلق انواع جدية من المشاكل فى المجتمعات العربية
لان بالاضافة الى المشاكل الخارجية الكثيرة التى اوقعت امريكا العرب فيها فهى تسعى الان الى بلبلة داخلية وهعذا راى شخصى
برضة الكتاب راجع لايام الكتاتيب والحاجات اللى انتهت من زمان دى ولا كاننا لسه فى عصرالحنطور والملاية اللف
وصفت الشباب العربى اصافات اعتبرها مهينة لانهم بهذة الطريقة هوائيون همجيون ليس لهم اى فكر ولا مبدأ ( يعنى من الاخر راكبين الموجة وماشيين مع التيار ) بدليل توقعاتها الغريبة عنهم
الموضع ليس موضوع توقعات فقط بل الموضوع اكبر من ذلك بكثير فهو مستقبل أمة كاملة ترسمه جهة اخرى بما يخدم مصالحها فى هذه الامة
أعتذر للاطالة
بس ليه واصلنى إحساس ان عدم التفاؤل بنظرة الحزب الحاكم معناها ان احنا معلقين أملنا على نظرة أخرى أكثر رحمة من الأحزاب الآخرى لو حصل ووصلوا للحكم.. كأن أقدارنا بيد الأمريكان وليس للعرب رأى فى مصيرهم
درسوا اوضاع الشرق الأوسط واحنا قاعدين
خططوا للتغيير فى الشرق الأوسط واحنا قاعدين
هى أوراق اللعبة بجد فى ايد الأمريكان؟
بالنسبة للنظرة الأمريكية للعرب أو الشرق الأوسط فهي ممكن تقول الاتنين. يعني الأمريكي (بصفته البحتة أنه "أمريكي") متأثر بفكرة مسبقة "استشراقية" (بالمعنى الذي يقصده إدوارد سعيد) عن "الشرق" الأوسط (صورة المرأة المقهورة والمجتمع الذكوري والجهل المستفحل، الخ) في نفس الوقت يحاول اللي بيفهموا منهم "استغلال" هذه الصورة عن هذا الشرق لبناء ما يريدون. كما قلت الكتاب "المفروض" إنه كتاب حقائق بس (بالنسبة لي على الأقل) هو كاشف عن عقلية المحافظين الجدد التي تسيطر على الإدارة الأمريكية الحالية.
أنا لا ألوم أمريكا إنها "بتلعب اللعبة الحلوة" أو إنها تهتم بمصلحتها أولاً وأخيراً لأن هذا - ببساطة شديدة - ألف باء السياسة. السياسة كما قال "المعلم" السياسي الكبير تشرتشل: "بريطانيا ليس لديها أصدقاء دائمون، وليس لديها أعداء دائمون؛ بريطانيا لديها مصالح دائمة"!! طبعاً لا ننسى الفلسفة البرجماتية والنفعية التي تسيطر على السياسة بل والحياة الأمريكية بوجه عام.
طبعاً اللعبة في أيد أمريكا كما قال السادات رحمه الله. المشكلة أننا كرهنا هذه "الحقيقة" حتى ظنناها "خدعة" وظننا أن من تعامل مع هذه الأمر كحقيقة واقعة بأنه "خائن"! المهم في المرحلة القادمة أن يفهم قادتنا السياسيون أن يعملوا على توطيد علاقاتنا السياسية الخارجية والاقتصادية مع أكبر قوة في العالم الآن سياسياً واقتصادياً وعسكرياً. أن نحاول أن نحول المسألة من مجرد "تبعية" إلى "شراكة" حقيقية، مش مجرد برنامج فلوس البلد تأخذها والشعب حاسس إنها "صدقة" من الأمريكان!
اما حكامنا بيقولوا لدينا مصالح شخصية دائمة
عشان كده استبعد فكرة الشراكة الحقيقية.. عليهم من ده بإيه
<< Home