Wednesday, March 22, 2006
شكر وعرفان بالجميل
بالأمس القريب صدر كتابي الأول الذي اخترت له عنوان "بلزوني في مصر" عن المجلس الأعلى للثقافة – المشروع القومي للترجمة، وبالأمس البعيد الذي لا زلت أذكره كانت يد أمي الحانية تحتضن يدي الصغيرة في سني الطفولة الأولى لتعلمني كيف أمسك بالقلم لا يثنيها عن عزمها قيظ صيفٍ أو زمهرير شتاء. لا زلت أذكر يد أبي وهي تقودني إلى المكتبات العامة وأنا لم أزل في الثامنة من عمري. أذكر نظارته ذات الإطار الأسود السميك وكيف كانت تبدو عيونه كبيرة كبيرة لامعة وهو يقرأ كتاباً أو يطالع صحيفة، لا أنسى كيف كنت أنسى نفسي – معه – لساعات وساعات ونحن نقرأ سوياً عند بائع الكتب الذي أصبح صديقاً لك ولابنك ذي السنوات العشر.
وتمر الأعوام لتخرج البذرة التي تعهدها أبي وأمي بالعناية إلى النور، بعدما شقت طريقها وسط أرضٍ من صخر وتراب وطين وحصى، وعلى هذا الطريق وقف الكثير علامات بها أهتديت، ولا يسعني سوى تقديم آيات الحب والود والاحترام والتقدير لكل من أسهم في تعليمي حرفاً، وأخص بالذكر والشكر الدكتورة أمال الحضري الأستاذ المساعد بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الألسن جامعة عين شمس والدكتورة إيمان شكيب الدكتورة بالكلية ومدرس الترجمة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، اللتان كنت محظوظاً أن كنت تلميذهما "النجيب" إن شاءا أن يلقباني بهذا اللقب، واللتان عملتا – إلى جانب كثير من أساتذتي – على إضاءة الطريق أمامي فيما يتصل بالعمل في حقل الترجمة.
وقيَّض الله لي من أعده المعلم الأول بالنسبة لي في ميدان الترجمة وهو الأستاذ أحمد صليحة رئيس تحرير مشروع الألف كتاب الثاني بالهيئة المصرية العامة للكتاب (سابقاً) وكبير مترجمين بمنظمة الأمم المتحدة (حالياً)، فما كان من هذا الرجل إلا أن وقف بجواري وعقد معي "ورش عمل" خاصة لإيمانه العميق بي كمترجم، وهو ما أحس أني لا ولن أقدر أن أوفيه حقه إذ آمن بي وقت خذلني آخرون.
منارة أخرى على الطريق هي الدكتورة فاطمة نصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة سطور للنشر، التي لم تدخر وسعاً في تقديم العون بكل أشكاله وصوره لي، فلها الشكر الجزيل والعميق على ما قدمت وتقدم لي من مشورة ومساعدة، فكانت – بحق – نعم الصديق والمعين على الطريق.
ولا أنسى في هذا الميدان الدكتور والعالم الجليل أحمد مستجير وما له من أيادٍ بيضاء فيما يتعلق بكتابي هذا، ولا أنسى كيف آمن بي وبقدرتي فلم يألو جهداَ في تقديم يد العون والمساعدة بل كان من بين أهم أسباب خروج هذا الكتاب من غياهب أدراج المكاتب والخزانات إلى النور.
ولا بد لي أن أشكر آخرين أسهموا في مساعدتي ليخرج هذا الكتاب بالشكل الذي هو عليه الآن وهم الأستاذ الدكتور عبد الرحمن عبد الله الشيخ الذي راجع كتابي هذا وأفادني كثيراً بملاحظات في التاريخ الإسلامي لولاه ما عرفتها، كما أشكره على أكواب الشاي و"الكاكاو" الساخن التي كنا نحتسيها معاً على القهوة بينما نحن نناقش مخطوطة الكتاب، والأستاذ محمد غريب جودة، الذي أفدت كثيراً من ثقافته الموسوعية وخبرته الكبيرة في الترجمة لاسيما ترجمة أسماء المدن والقرى المصرية، والدكتورة علا العجيزي رئيس قسم المصريات بكلية الآثار بجامعة القاهرة لاستقبالها لي وحفاوتها وبشاشتها وردها على أسئلتي "المتخصصة" في علم المصريات، كما أود أن أشكر العاملين في كلٍ من مكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك التي كانت "محلي المختار" ومكتبة المعادي العامة إذا أردت العكوف على العمل في ترجمة هذا الكتاب في هدوء.
ارجو ألا أكون قد نسيت أحداً في مقالي هذا، ولعلكم تغفرون لي أية أخطاء أو زلات تجدونها في هذا الكتاب، والله من وراء القصد.
;)
بس قول لى هو بيتباع فين عشان اجيبه... عايزة اقرأه قوى
وألف مبروك تانى.. انت اسعدتنى النهاردة بالخبر و الايميل جدا
ربنا يكرمك
Alsun tala3et nass gamda ahoo :) I will get the book and read soon Insh2allah !
أولا الف الف مبروك على هذا الإنجاز الكبير. تأليف كتاب ليس بالعمل الهين بل يتطلب الكثير من الجهد والوقت والمثابرة. فهمت انك ترجمت الكتاب فهل كان ذلك من العربية الى الإنجليزية ام العكس. واعتقد انك نسيت أن تشير ولو بشكل سريع الى موضوع الكتاب او طبيعة مضمونه. ثم من هو بلزوني؟ يبدو من اسمه انه ايطالي. ربما رحالة او فنان او مؤرخ او شئ من هذا القبيل.
على كل، احر التهاني والتبريكات لك يا علاء على هذه الخطوة الكبيرة وبالتأكيد سأقتني الكتاب وربما اكتب عنه في المدونة قريبا.
مودتي لك.
ملكة كوكب النرانر: ربنا يباركك يا رب والله مش من تحت ولا حاجة أنا بس بحب أعمل في صمت لحد ما الحاجة تخلص بعدين باقول (يعني عشان الواحد ما يكسلش وكده).. أشكرك لذوقك يا نيرو.
أز: ربنا يبارك فيك يا عمممم!!
عمّور: لا شكر على واجب يا رفيق! لأ متفهمش غلط مش قصدي "رفيق" الحريري، بس رفيق الساعات والوسعات وأنس الألفة والصداقة.
ديدو: طبعا أمال ايه بعدين إحنا وارثين ده عن جدو "رفاعة" الله يرحمه، الألسنيين أهما! يهمني رأيك يا دينا في الترجمة خاصة أنك زميلة مهنة برده...
الغالي بروم: أوحشتني زيارتك لهذا الفضاء السيبري الخاص بي.. ترجمة هذا العمل من الإنجليزية إلى العربية.
بالنسبة لمعلومات عن الكتاب، باختصار هو أول كتاب معروف حتى الآن في علم المصريات الحديث، كتبه جيوفاني بلزوني وهو أثري إيطالي جاء إلى مصر في زمن محمد علي باشا ليعمل كمهندس هيدروليكا ليجد نفسه تاجر آثار. الكتاب يحكي رحلاته في النوبة المصرية والسودانية والصحراء الشرقية حتى البحر الأحمر وواحة سيوة والفيوم والإسكندرية، كما يدون ملاحظات مهمة للغاية عن عادات وتقاليد المصريين والبدو والأتراك في ذلك الوقت. في الكتاب أيضاً جزء خاص كتبته "زوجته" الإنجليزية عن رحلتها إلى النوبة والشام وبيت المقدس للحج ووصفها للنساء في تلك البلاد.
الكتاب الأصلي (الطبعة الأولى عام 1820) وتوجد هذه النسخة في مكتبة الكتب النادرة والمخطوطات بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وقد أتمت هذا العمل في 4 سنوات خلال عملي في رسالة الماجستير الخاصة بي.
مودتي لك يا بروم وألف ألف شكر على الزيارة والتعليق..
أنا بعتلك إيميل عالياهو.. أرجو أنه يكون وصل
ألف مبروك مرة تانية و سمعونا زغرودة بقى
;)
انا هاسيح بقى انى اعرف واحد كاتب .. و هاستغل اسمك فى اى حاجة : يعنى مثلا هاقول انى كنت معاك فى المدرسة
:-)
بنت مصرية: الله يبارك فيكي .. ياااااه 100 كتاب دنا عايز أعيش زي سيدنا متشولح عشان اخلصهم!!!
مسيو شباك أخو سابلونة وآز: طبعا أنت بعد ما "كرّشت" وشعرك ابيض مش فاكرك اوي بس لو فاكر عم عزوز بواب المدرسة اللي كنا بنديله السندويتشات عشان يفتح لنا باب المدرسة عشان نجيب "حواوشي من برة" لو فاكر الكلام ده كله يبقى أكيد هاجيب سيرتك في كتابي القادم ويمكن أعزمك على اللقاء التلفزيوني اللي سوف يستضيفني على قناة التنوير!!
Second, I was so excited to see the cover of the book, coz simply 'they' have chosen it for me!!!
http://wakeup.to/computer
http://wakeup.to/computer
http://wakeup.to/computer
http://wakeup.to/computer
ألف ألف مبروك يا علاء.. والله فرحت لك من قلبي.. عقبال الموسوعة
:)
سؤال على جنب: مين سيدنا متشولح ده؟!
انا الأول هاحاييك على المجهود اللى انتت بذلته فى الكتاب
و باشكرك لأنك مترجم
الترجمه أسمى شىء لأنه بينقل أفكار الآخر بدقه و حياد و موضوعيه
لكن انا أذكر ان أنا قريت عن بلزونى كلام وحش و إن هوا حرامى آثار
Salah: waiting for your informed feedback. Thank you!
عروستنا: أتمنى تتمكني من قراءة عملي هذا وفي انتظار "التعليقات" المهمة التي سأستفيد منها مؤكداَ. عقبال موسوعة ايه يا غادة؟
آه.. بالنسبة لسيدنا متشولح فهو رجل عاش أكثر من ألف عام وفقاً لرواية العهد القديم، ويضرب به المثل في الغرب لطول العمر.
إسلام: متشكر للغاية على إطرائك. لا أنكر أنني بذلت مجهوداً غير عادي في ترجمة هذا الكتاب لاسيما وأنني كنت أعمل - في نفس الوقت - في كتابة أطروحة الماجستير الخاصة بي.
الترجمة بالنسبة لي أكثر من مجرد مهنة، اعتبرها كما سبق وناقشت الصديقة وزميلة المهنة "إيف" أنها "فن" يشبه كثيراً فن النحت أو صياغة المجوهرات!
لا زلت أذكر - كما ذكرت في تدوينتي - نصائح أستاذي أحمد صليحة حينما قال لي إن المترجم الجيد لابد أن يزن "كلماته" بميزان حساس كميزان الذهب.
المسألة ليست "سمو" المهنة بل "سمو" القائمين عليها، فالفكرة ليست نقل فكر الآخرين فحسب بل ما تضيفه أنت، ولعلك تقرأ "علاء الدين" وأنت تقرأ بلزوني!
بالنسبة للكلام "الوحش" الذي قرأته عن بلزوني فأنا أعرفه جيداً وأغلب الظن أنه ورد في كتاب "دور لصوص المقابر في نهب آثار وادي النيل" ترجمة أحمد زهير أمين - صدر عن مكتبة الأسرة. أعلم أن بلزوني عمل بتجارة الآثار أو لنقل بصراحة "نهب" الآثار لكن أظن أن الكتاب المذكور تناول "الفكر" الأوروبي الذي أظنه ما زال سائداً والمتصل بعبء الرجل الأبيض الذي تعهد على نفسه "تمدين" العالم المتخلف وحماية التراث "الإنساني" فبلزوني - مثلاً - بالإضافة إلى التفكير في الربح المادي الذي سيحصل عليه من بيع الأثار المسروقة "يرى" نفسه مسئولاً عن نقل تلك الأثار وحمايتها من "الهمج" كما ذكر مراراً في كتابه كما ذكر أن بقاء تلك الأثار "الإنسانية" البديعة بين الهمج نذير بفنائها وهذه تعتبر "خسارة" كبيرة للإنسانية!!!
زرياب: لا عتاب بين الأحباب! وعموماً نفسي تقرأ الكتاب وتقولي رأيك...
و آسفة جدا جدا ع التأخير
اكيد كان جهد كبير و فرحتك بيه كبيرة
الآثار المصرية بالمتحف البريطاني بهرتني و قضيت وقت اتفرجها اكثر مما قضيته مع آثار وادي الرافدين
آثارنا من طين بينما آثاركم من حجر و مصقولة و ناعمة وفعلا تغري الواحد انه يسرقها
:)
لا تأخير ولا حاجة متشكر لاهتمامك.
الآثار المصرية بالمتحف البريطاني؟ أنت محظوظة بالتأكيد لرؤيتك تلك الآثار! ذهبت مرة لقلعة قايتباي بمدينة رشيد لأجد "الموضع" الذي انتزع منه حجر رشيد الشهير في عهد نابليون .. لك أن تتخيلي المتعة التي تحصلين عليها عند رؤية الحجر الأصلي!
آثار بلاد الرافدين؟ لم أرها بصراحة غير في الصور، لكنها لا تخلو من جمال أيضاً!
<< Home