Sunday, January 14, 2007

 

"الوردة والعنكبوت"


كان يا مكان كان هناك وردة جميلة اسمها منى. وفي كل صباح تستيقظ الوردة منى عندما تفرد الشمس ذراعيها في السماء الزرقاء لتنشر النور في كل مكان. كانت الوردة تحب الاستحمام في نور الشمس كل صباح، ثم ترتدي فستانها الأحمر وحذاءها الأسود وقبعتها البيضاء.



كل يوم تأتي صديقات الوردة منى ليلعبن معها. تحب الوردة منى اللعب مع الفراشة رشا والنحلة رولا والدودة دلال. في كل صباح وبعد أن تفرد الشمس ذراعيها فتستحم الوردة منى والفراشة رشا والنحلة رولا والدودة دلال بالنور، تلعب صديقات منى معها في بيتها بالحديقة الخضراء، تحب الوردة منى والدودة دلال لعبة نط الحبل، وتجلس الفراشة رشا إلى جوار النحلة رولا على الأرجوحة.



في يوم من الأيام جاء العنكبوت شنكوت من الحديقة المجاورة ذات النافورة ووجد الوردة منى والفراشة رشا والنحلة رولا والدودة دلال يلعبن ويضحكن، يقفزن الحبل ويركبن الأرجوحة. اقترب العنكبوت شنكوت من الوردة الجميلة منى وصديقاتها وقال: "هل يمكنني أن ألعب معكن؟" لم يرد أي أحد منهم على العنكبوت شنكوت الذي قال لهن مرة ثانية بصوت أعلى: "وردة منى ... هل تسمحين لي أن ألعب معكن؟" لم ترد الوردة الجميلة منى عليه وأدارت وجهها الناحية الأخرى وقالت الفراشة رشا والنحلة رولا والدودة دلال بصوت عالٍ وبنفس واحد: "لا نريد أن نلعب معك .. لا نريد .. لا نريد". قال العنكبوت شنكوت متعجباً: "لماذا لا تريدون اللعب معي؟" قال الأصدقاء الثلاثة: "لا نريد أن نلعب معك لأنك قبيح!"



انسحب العنكبوت شنكوت من الحديقة الخضراء ودموعه على خده بينما ظلت الوردة الجميلة منى والفراشة رشا والنحلة رولا والدودة دلال يضحكن ويلعبن دون أن يشعروا بأن العنكبوت شنكوت ابتعد تماماً حتى اختفى عن الأنظار.



دخل العنكبوت شنكوت بيته الصغير داخل جذع الشجرة الكبيرة بالحديقة ذات النافورة. ظل العنكبوت شنكوت يبكي كثيراً لأنه يحب الوردة الجميلة منى وصديقاتها وكان يريد فقط أن يلعب معهن. وفي الصباح التالي أصيبت الشمس بالمرض فلم تستطع النهوض من فراشها لتفرد ذراعيها كما تفعل كل صباح ولتستحم الوردة منى وصديقاتها بالنور. السماء الزرقاء صارت رمادية وهبت الرياح القوية ونزلت الأمطار والثلوج. أصبحت الحديقة الخضراء بيضاء اللون كالثلج. طارت الفراشة رشا والنحلة رولا إلى الحديقة البرتقالية الدافئة بعيداً عن البرد، ودخلت الدودة دلال إلى جحرها تحت الأرض وقد ارتدت معطفاً ثقيلاً من الصوف.



بقيت الوردة الجميلة منى وحدها وسط الثلوج والبرد الشديد. ذبلت الوردة واتسخ فستانها الأحمر الجميل بماء المطر والثلوج. تذكرت الوردة منى العنكبوت شنكوت الذي ضحكت هي وصديقاتها عليه ولم يردن اللعب معه. في تلك الأثناء استيقظ العنكبوت شنكوت من نومه بسبب البرق والرعد والأمطار. تذكر العنكبوت شنكوت الوردة منى وأنها ربما تكون بحاجة إلى المساعدة في هذا الطقس السيء. ارتدى العنكبوت شنكوت معطفه الثقيل وذهب بسرعة إلى الحديقة الخضراء التي أصبحت بيضاء بلون الثلوج. نظر العنكبوت شنكوت من بعيد فوجد الوردة منى وحيدة فستانها الأحمر متسخ وتكاد تموت من البرد.



ركض العنكبوت شنكوت مسرعاً نحو بيته الصغير في الحديقة المجاورة ذات النافورة وظل طوال الليل يغزل بيديه قفازين وجوربين ومعطفاً للوردة منى. وفي الصباح الباكر انتهى العنكبوت شنكوت من غزل القفازين والجوربين والمعطف وذهب إلى الحديقة الخضراء التي صارت بيضاء كلون الثلوج وأهداها إلى الوردة الجميلة الذابلة منى. ومنذ ذلك اليوم صارت الوردة منى والعنكبوت شنكوت أصدقاء أعزاء.


Comments:
you know that big smile drawn on one's face ... that you can't explain? that's exactly what happened while reading that story!!

and I did sympathise with "Shankoot" the spider... almost to tears when they did not welcome him to play with them!!

I liked the choice of names,, and the vivid description of the field..and the image of the sun rays is just lovely!

:)) wtg 7adretak!

p.s. 7aga 7elwa lama el wa7d awl mayfata7 3eino keda 3al sob7 w ye2ra qesa gameela awy keda :D mosh keda? :))
 
قد كدة العنكبوت بيحب الوردة؟
الصداقة والحب حاجتين مهمين جدا للحياة لو الناس عرفت يعنى ايه صداقة واخلاص وحب ح تعرف ازاى تعيش وتحب الحياة.
هدف جميل جدا حبيت قوى الرموز اسلوب رائع فى سرد تفاصيل صعب الواحد بيعيشها لكن انت قدرت تحقق دة بشكل جميل.
اسلوب قصصى جميل الاطفال بتحب قوى الخيال وبتعيش معاها الشخصيات الخيالية لكن اعتقد ان الهدف او المغزى من القصة ممكن يكون بعيد عنهم شوية حاول تبسط الهدف سنة.
عارف حسيت انى عاوز احكيها لكل الاطفال الى اعرفهم.
 
i told u it'll be lovely :)
 
Epi: glad it put a smile on your face, hopefully it'll do the same to every child who happens to read it (recommendation read it to Heba):))

Perhaps I was quite successful in my characterisation of "Shankoot", the spider, cos I wanted him to be 'humanised'.

Yes, the choice of names and the detailed setting was done rather intentionally. The "sun" is also an example of an element of nature that is given a 'human' flavour!

It's my nicest chance that the first thing you do in the morning is to log in to my blog :))

جاري العزيز: عايزك ترجع لتعليقي على كلامك في البوست قبل السابق، كنت أريد كتابة قصة للأطفال لكن لجوئي للرمز جعلها تقبل أكثر من تفسير (وهذا شيء صحي بنظري).

أردت أن تكون معالجتي للرموز (لو اتفقنا على تسميتها بهذا الاسم) بصورتين، الأولى موافقة للرأي الشائع والثانية هادمة له. في أول القصة الوردة جميلة وكذا النحلة والفراشة والدودة، والعنكبوت قبيح (وهو المغروس بقوة في وجدان الأغلبية الساحقة من أطفالنا) ثم ومن خلال الحدث الدرامي ثبت العكس ("قبح" الفراشة والنحلة والدودة و"جمال" العنكبوت)!

الوردة هي الشخصية الوحيدة التي طرأ عليها تغيّر درامي حقيقي (الباقي ما حصل معهم كشف لشخصياتهم من خلال الراوي). ومن هذا المنطلق فهي أكثر الشخصيات "إنسانية"، حتى أكثر من "العنكبوت" (طبعا مستوى النقاش دا مش على مستوى الأطفال خالص).

يا ريت تحكيها يا سوكومونوس للأطفال (قرائي ونقادي الحقيقيين) عشان أعرف أنا واقف فين بالضبط).
 
حدوتتك..تطابق حدوته بعرفها بنفس التفاصيل
يمكن لحد نفس الاسامي
وريتها لابطالها
فوجئوا بصورهم وباسامهيم
..
بس اختلفت..

ان الوردة ماعرفتش تكون غير وردة..والعنكبوت ..ماعرفش ازاي يصاحب وردة
وماعرفوش يفضلوا اصحاب كتير بعدها

..
تحياتي لسردك الممتع
وتفاصيلك الموحية..
 
Post a Comment

<< Home

This page is powered by Blogger. Isn't yours?