Monday, March 21, 2005

 

مناظر صغيرة من ساحات مدينة ميتة

تتويج الشاعر
(إلى نجيب سرور ... الشاعر الذي ظلمناه حياً وميتاً)

رأيته بالشارب المهدول
ووجهه المصفَرِّ والبشائر التي تبيضُّ في
مفرقه، وصوته المخنث المهزول
قلت له – من غير أن أقول –
أأنت من رجوناه، انتظرنا أن يكون رمحنا الأولَ في المدينة
وصوتنا الأولَ في الصمت، وغنوةً دامية حزينة
تحملنا وتحمل القرى التي ترقد في نقَّالة الفصول!

هذا اغترابُنا في الطرق الملعونة
يدور في سآمة العينين
مستجديا شعائر التتويج
بلكنة غريبة ترقص في اللسان
بلفظة امتهان
للشعر – حين يدور في أفواهنا – وللبراءة
الريفية المقدسة.

رأيته تحت تأرجحات الضوء والظلام
منطفئا إذا تكلما
مشتعلا إذا تلصص التساؤل الماكر عن
حقيقة المملكة التي يجلس فوق عرشها
وعن حقيقة الشارة والطيالس المزخرفة
وعن خبائث المعادن المزيفة
كيف تشكَّلت في يده المرتجفة
مبخرةً وصولجان.

الصمت في أزمنة الحيرة والخناجر
وجثة القصائد القديمة
يسحبها وراءه من مقعد لمقعد
من ضحكة لضحكة
من غضب مفتعل لصيحة تخفي وراءها ديمومة التآمر.

رأيته تحت تأرجحات الضوء والظلال
مطأطئا يلبس تحت جلده عباءة الطاووس
مستجديا في زمن الفراغ والطقوس
كرامة السخرة والإهانة


أنا احترفت في قصائدي قافية التأبين
ألطم خدي أمام هودج العرس الذي
يقام حينما تنتحر العروس..
1966
(محمد عفيفي مطر... من ديوان "ملامح من الوجه الأمبيذوقليسي")

Comments:
أنا وأخي الأصغر (مدون أيضا) نقدر مطر جدا. يمكنك زيارة مدونته bashkateb.tk لتقرأ المزيد من شعر مطر. للأسف لا أحد يعلق إما مش فاهمين أو مكبرين دماغهم! قرأت "أنت واحدها وهي أعضاؤك انتثرت". أخي - المهووس بمطر - حصل على تلفونه المحمول وكان لي الشرف بالحديث معه شخصيا.. أد ايه شخص وديع ورائع في الحديث الهاتفي، وكان وقتها في بلده بالشرقية.

شجعتني بصراحة يا كايوس على المشاركة بالمزيد من شعر الرجل في مدونتي، وكفاية انك - وحدك - تقرؤه وتفهمه وتقدره!

يبدو أننا سنصبح أصدقاء حميمين في المستقبل القريب ان شاء الله.
 
Post a Comment

<< Home

This page is powered by Blogger. Isn't yours?